الأسعار نااااااااااااااااار



نشتكي إلى الله، كل شئ أصبح غالي الثمن، الأسعار نار، الراتب لا يكفي إلا لنصف الشهر فقط، ولا ندري ماذا سنأكل في مقبل الأيام.



image0
 وستصبح هذه هي مائدتنا إذا لم (نتأدب)




محور حديث الناس هذه الأيام، وليس لديهم موضوع آخر ليتكلموا فيه، لأنه أهم موضوع، وصل الأمر إلى تهديد معيشتهم والخوف على لقمة يومهم ولباس سترهم ومنازل سكنهم. وتكاثرت التفسيرات، ولا مجيب، عندنا مسؤولون لا يراعون سوى مصلحة التاجر الكبير ولا يكترثون بالناس، وإن كلمهم أحد وطالبهم بأن يكونوا على قدر المسؤولية التي حملوها يتعللون بتلك الاتفاقيات الدولية والالتزامات الخارجية!





وليس المذنب في ذلك تلك العصابة ذات المناصب، التي تتحكم بالسوق وتتحكم بالسياسات الحكومية وفقا لمصالحها الخاصة ولما يوافق مصلحة شركاتهم واستثماراتهم، بل إن المذنب هم عامة الناس، وإليكم التفصيل:





 121525






1-  تأتي الاتفاقيات الدولية من قبيل (التجارة الحرة) و(الجات) وغيرها، وتسير الحكومات في سياسات خارجية تعبد الإملاء الأمريكي والدولار وتستجيب له وتطيع أوامره.. فيقف ضدها أبناء الحركة الإسلامية.. ولكن الناس لا تدعم ذلك.. ولا تكترث.. وتسير خلف (كلام الجرايد) وتقول (هذه الاتفاقيات خير على الاقتصاد وتجذب الاستثمارات إلى البلد) .. وتترك الاسلاميين وحدهم على الساحة.. والنتيجة.. دخول النظام الرأسمالي الأمريكي الجشع إلى عقر دارنا.. ودمار اقتصادي أصبح يطحن الناس طحنا.. ولو أنهم وقفوا ودعموا الحركة الإسلامية في بادئ الأمر لتفادينا تلك الأضرار.. في البحرين مثلا.. ما كادت اتفاقية (التجارة الحرة) مع أمريكا تدخل حيز التنفيذ.. إلا وارتفعت الأسعار بشكل عمودي سريع.. رغم أن الاسلاميين كانوا قد حاولوا الوقوف ضد تلك الاتفاقية، إلا أن الناس لم تدعمهم ولم تستجب لهم.. والنتيجة: حتى البطاطس أصبحت من الكماليات والترف لارتفاع سعرها..





burnin



2-  (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)..لا زال الناس يتعاملون مع البنوك الربوية رغم أن الله تعالى قد عم الناس بالعقاب على ذلك، هل تحسبون هذا الطقس السئ وقلة الأمطار شيئا عاديا يحصل من دون سبب؟ وهل تظنون أن ارتفاع الأسعار، وقلة البركة، وعدم كفاية الراتب، أمور يعذب الله بها عباده من دون ذنب جنوه؟ لا والله فإن الله رحيم كريم، ولا يمحق البركة ويضيق الرزق على الناس إلا بذنوبهم (يمحق الله الربا ويربي الصدقات)… اتركوا الربا أيها الناس وما أكثر المصارف الإسلامية،(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا، ما لكم لا ترجون لله وقارا؟).. (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).




121525


3-  ما أكثر ما نشتريه ونرميه من طعام، وما أكثر ما نملأ به عربات التسوق مما يضر ولا ينفع، وأصبح الواحد منا يأكل أكل سبعة، وأصبحت القلوب قاسية والأبدان مريضة بسبب كثرة الطعام، قللوا من شراء ما لا تحتاجون، تحملوا ذلك لفترة حتى يضطر التجار إلى تخفيض الأسعار، وإن علمتم أن تاجرا يبيع أغلى من غيره فلا تشتروا منه، اتركوا هذا الترف والبذخ الذي تعيشون فيه لفترة وجيزة حتى تستمر الحياة طيبة. أما هذا (الدلع) الذي نراه، والإصرار العجيب على عدم التخلي عن المتع والكماليات، لن يزيد المشكلة إلا تفاقما. فما الضرر مثلا إذا ترك الناس المشروبات الغازية والوجبات السريعة والمثلجات والعصير والشربت وأشكال الحلوى والشبس والحلويات؟ لا ضرر.. ولكن الذي تربى على (الدلع) سوف يتصور أن ترك تلك الأشياء هي نهاية الدنيا!! يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم).




4-  (كما تكونوا يولى عليكم) .. لا تشتكوا من فساد المسئولين وقلة اكتراثهم بمصالح الناس، واستجابتهم لإملاءات السيد الأمريكي عابد الدولار.. بل انظروا إلى أنفسكم واستغفروا ربكم فإنه لا توجد حكومة في الدنيا تستطيع الصمود أمام شعب يريد إصلاح الأمور.





c36234



وختاما، فإن الأمثلة السابقة تدل بوضوح على أن (الإسلام هو الحل) شعار ليس كغيره من الشعارات، فقد جربت البشرية خلال تاريخها العديد من المناهج والشعارات والتوجهات الفكرية والسياسية، وثبت لها عمليا أن الشريعة الإسلامية، والحركة الإسلامية التي تحمل مشروعا واضحا كاملا للإصلاح والتطوير، هي الجهة الوحيدة الجديرة بالدعم والقادرة على إخراجنا من كل المشكلات التي نعاني منها، وها نحن جربنا علمنة الدولة والقوانين الوضعية التي تطبق ونتيجتها أمامنا خراب اجتماعي ودمار اقتصادي ومصائب لا يعلم قدرها إلا الله (أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق