عـــمـــانــــي





خلال سفري إلى عمان لفت نظري شعار مميز منتشر أينما أدرت بصرك في العاصمة (مسقط) وما حولها من مناطق، عبارة عن كلمة (عماني) مكتوبة بطريقة مميزة. وعندما دخلت إلى أحد الأسواق الكبرى أو ما يسميه الناس الآن (سوبرماركت) رأيت هذا الشعار في كل مكان وتقريبا على معظم أنواع البضاعة. واكتشفت أن هذا الشعار عبارة عن حملة كبيرة لدعم المنتج العماني وتسويقه.


تهدف تلك الحملة إلى جعل المنتج العماني الخيار الأول لدى المستهلك، وصنع دافع داخلي لدى كل فرد في عمان للإقبال على المنتج الوطني ودعمه عن طريق الشراء وتوصيل الاقتراحات والملاحظات إلى التجار والمنتجين ودعوة الناس إلى دعم تلك المنتجات.




من يعرف عمان والشعب العماني يتعجب من حاجتهم لمثل تلك الحملة، فإن هذا الشعب واع أصلا إلى أن كل فرد فيه يحمل مسئولية دعم تطور البلد وتقدمه، ولذلك ترى كل عماني بمثابة دليل سياحي لبلده ويروج لك السياحة عندهم.

لقد رأيت من يحاول يوما في بلد إسلامي آخر دفع الناس لدعم المنتج الإسلامي وتفضيله على المنتج الغربي.. صاحبنا يحسب الحكاية لعب أطفال، ولم يعلم أنه لوحده يواجه دولا عظيمة وجيوشا جرارة لا تتورع عن إطلاق النووي والكيماوي نصرة لمصلحة شركات بلدهم. فإن الذين دمروا العراق لم يكونوا بحاجة لتكسير البيوت والشوارع والأسواق والمصانع، ولكن أرادوا تدمير البلد ليتسنى لشركات بلدهم الربح من وراءه بحجة إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد. سبحان الله كيف يشتري المرء من بضائعهم وقد فعلوا ذلك ببلد كان في يوم من الأيام أصدق أصدقائهم وأقرب حلفائهم مودة إليهم. وما أطماعهم عنا ببعيد.



شيبس عمان - إضغط الصورة للإغلاق


لم يعلم ذلك المسكين أن السفارات والمخابرات التي تحكم بعض بلادنا قد فعلت فعلها في عقول الناس باستخدام الإعلام و(كلام الجرائد) الذي يفترض أنه (كلام فارغ) ولكن للأسف كان تأثيره عظيما. فقد أصبح محمد وأحمد وعائشة وفاطمة ممن يحارب الدعوة إلى ترك المنتج المصنوع في الدول المعادية وممن يحارب المنتج المصنوع في الدول الإسلامية! سبحان الله كيف يدعي أحدهم أنه (رجل) ويملأ الدنيا غضبا إذا وصف بأنه ليس رجلا.. في حين أن (رجولته) المزعومة تعجز عن منعه من علبة (بيبسي كولا) أو عن تغيير نوع السجائر التي يدخنها! إن كان هذا (الرجل) غير قادر على ضبط نفسه لمجرد أن الطعام أو الشراب المعادي أكثر لذة من الطعام أو الشراب الطيب المصنوع في بلدنا (أو هكذا تصور له نفسه).. فلماذا يصف نفسه أو يصفه الناس بالرجولة إذن؟! أمر عجيب. ترى لماذا يشتري الناس المياه المعدنية التي تحمل علامة تجارية تابعة لشركة أمريكية؟ هل يعجزون عن شراء قنينة ماء تحمل علامة تجارية غير مملوكة لشركات مثل (كوكاكولا) و(بيبسي)؟ هل الماء الأمريكي ألذ طعما مثلا أو له فوائد صحية أكثر؟

طالما بقي بيننا من يعتبر دعم المنتج الإسلامي غير ممكن أو أمرا غير ضروري فسيمشي وضعنا من السئ الذي نحن فيه إلى الأسوأ الذي ينتظر كل من اعتمد على عدوه في أكله وشربه ولبسه وحياته. إنه من الواجب على كل فرد منا يصله هذا الكلام أن يعمل لنشر الوعي بأهمية دعم المنتج الإسلامي عن طريق الشراء والترويج وتوصيل الآراء والملاحظات والمقترحات إلى المنتجين والمصنعين وتوعية أصحاب رؤوس الأموال بالواجب الملقى على عاتقهم وبفوائد تحسين جودة المنتجات عليهم وعلى تجارتهم. ولتبدأ منذ الآن أنت يا من تقرأ هذه الكلمات فإنها مكتوبة لك أنت لا للآخرين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق