قصة أسرة سعيدة ومترابطة.. (وهل تترابط الأسر بغير هذا)؟؟؟


قصة حقيقية جرت أحداثها في زماننا هذا، رجل وامرأة، لا يعرفان بعضهما، والاثنان نذرا حياتهما كلها للدعوة إلى الله وكانت كل تصرفاتهما تبعا لذلك.. وكل الخطط والمشاريع والاعمال التي يقومون بها تصب في هذا الهدف العظيم. مع كونهما بشرا يأتون ما يحتاجه البشر وحث عليه الشرع من ترويح واستراحة.


سمع عنها فخطبها وتزوجها دون قصة حب سابقة، وكان حبهما أقوى من حب جميع المحبين، لأنه (الحب في الله) .. والحب في الله ليست مجرد كلمة يتعود عليها اللسان فيطلقها على كل موقف وكل مناسبة.. ولكنها أن يحب الشخص شخصا آخر من أجل أن هذا الشخص الآخر يحب الله ويحب ما يحبه الله ويعمل بما يحبه الله.. فهذا هو الحب في الله ومن لم يكن هذا هو هدفه الوحيد فحبه عادي وليس في الله. أما من أحب لأمر دنيوي زائل فكان الله في عونه على ما سيعترض طريقه خلال مسيرة الحياة.


ولأن المرء يبتلى على قدر دينه، فإننا نحسب أن الزوجين السعيدين كانا على دين عظيم عظم الابتلاء النازل عليهما، فقد أدخل الزوج السجن لأنه يدعو إلى الله، إنه لم يكن من دعاة محاربة الحاكم أو الخروج عن الحكومة كما قد يظن القارئ الكريم، لا، بل كان شخصا عاديا يدعو للدين ويتحرى أن يدعو لما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم دون تبديل أو تغيير.

في السجن لقي من العذاب ما حول شكله إلى شخص آخر، حتى أن أمه لم تتعرف عليه في المحاكمة ولم تصدق أن هذا هو ابنها عندما أشاروا إليه مقترحين على الوالدة المسكينة بأن تنتهز الفرصة للسلام عليه. كسروا أسنانه وأصابه الهزال بشكل مؤسف وحاد، ومثلوا به، وعذبوه.. عذبوه مرة بعد مرة.. حتى مات من التعذيب.. مات وهو يعذب في السجن.


ولأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، فإني أحسب أن القصيدة التالية التي نظمتها الزوجة الصابرة بعد ذهاب زوجها إلى الرحيم الكريم، ستصل إلى قلوبكم، فخبروني عن رأيكم، أهناك في الحياة رابط غير هذا يمكن أن يربط الأسر، ويجعلها سعيدة رغم كل الابتلاءات والمحن؟






هـل ترانـا نلتقـي أم أنهـا كانت اللقيا على أرض السرابِ

ثم ولَّـت و تلاشـى ظلهـا واستحالت ذكرياتٍ للعـذابِ

هكذا يسـأل قلبـي كلمـا طالت الأيام من بعْد الغيـابِ

فإذا طيفـك يرنـو باسمـاً و كأني في استماع للجـوابِ

أولم نمضي علـى الحـقِ معـاً كي يعود الخيرللأرضِ اليبابِ

فمضينا فـي طريـق شائـك نتخلى فيه عن كـل الرِّغـابِ

ودفنا الشـوق فـي أعماقنـا ومضينا في رضاء واحتسـابِ

قد تعاهدنا على السيـرِ معـاً ثم أعجلـتَ مجيبـاً للذهـابِ

حيـن نادانـي ربٌّ منـعـم لحياة فـي جنـانِ ورِحَـابِ

ولقـاء فـي نعيـم دائــم بجنود الله مرحـى بالصحـاب

قدموا الأرواح والعمـر فـدا مستجيبين على غيـر ارتيـابِ

فليعد قلبـك مـن غفلاتـه فلقاء الخلد في تلك الرحـابِ

أيها الراحلُ عُذرًا فـي شِكـاتي فإلى طيفِك أنَّـات عِتَـابِ

قد تركت القلب يدمي مثقـلاً تائها في الليل في عُمْق الضَّبابِ

واذا أطـوي وحيـداً حائـراً أقطع الدرب طويلاً في اكتئابِ

واذا الليلُ خضَـمٌّ موْحِـشٌ تتلاقى فيه أمـواجُ العَـذَابِ

لم يعد يبَرق فـي ليلـي سَنـا قد توارتْ كل أنوَارِ الشِّهَـابِ

غير أنِّي سوفَ أمضي مثلمـا كنت تلقاني في وَجْه الصِّعَـابِ

سوف يمضي الرأس مرفوعا فلايرتضى ضعفاً بقولٍ أو جَوَابِ

سوف تحدوني دماء عابقـات قد أنارتْ كلَّ فَـجِّ للذَّهـابِ






قصيدة من قريحة الحاجة أمينة قطب..



زوجة الشهيد السعيد بإذن الله كمال الدين السنانيري ولا نزكي على الله أحدا.. عليه رحمة الله وعلى كل الدعاة الذين جاهدوا ليوصلوا الدين إلى جيلنا.. فهل نوصله لمن بعدنا أم نتركهم؟




من أراد السعادة لأولاده أو أصدقائه أو أحد من أمته الاسلامية فليعلمهم العبر من هذه القصة.. فبغيرها لاسعادة ولا نجاح


 كمال الدين السنانيري ر�مه الله     الداعية كمال الدين السنانيري ر�مه الله







هناك تعليق واحد:

  1. الله أكبر الله أكبر بل الى جنات الخلد ان شلء الله.

    ردحذف