ابدأ من جديد


عزيزي،

إذا كنت مسلما. أسلمت نفسك لله تعالى وسلمت له بكل ما أمر. مقابل أن تحصل على جنة رائعة الجمال، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها النعيم والسعادة الكاملة دون كدر. فأرجو منك أن تقرأ الكلمات البسيطة التالية.



طبيعة

هناك الكثير من الطرق لتقسيم البشر، ولكن التقسيم الأساسي لهم هو حسب التقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، لأن كل التقسيمات الأخرى لا وزن لها إلا لفترة بسيطة مؤقتة. بينما التقسيم حسب التقوى هو الوحيد الذي له وزن حقيقي في وجود الإنسان. لأنه هو الذي سيحدد مصيره الأبدي، إما إلى النعيم، أو إلى العذاب عياذا بالله.
ولنتحدث عن طبقاته: فالطبقة الأدنى هي الكافرة والمشركة بالله تعالى، ثم يأتي فوقهم المؤمنون بوحدانية الله، وفيهم من يقول (لا إله إلا الله) لأنه جاء إلى الدنيا ووجد الناس حوله يقولونها فهو يقولها مثلهم. والأفضل منه هو من فكر في معانيها ودلالاتها حسب التوجيهات الإلهية النازلة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقاده ذلك إلى الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه. ثم الطبقة الأفضل هي التي تلتزم أكثر من غيرها فيكون لديها (الورع). فإذا وصل الإنسان إلى ذلك فهناك طبقة أعلى، وهي أن يبدأ بتعليم غيره، أو (الدعوة إلى الله) كما نسميها. وإذا تعلم منه الآخرون ووصلوا إلى الطبقة العالية، فنريد أن نعلمهم أيضا أن يعلموا غيرهم ما تعلموه. فإذا وصل جميع الناس إلى ذلك، فنريد منهم بعدها الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنمية ذلك المجتمع في كافة الجوانب الدينية والدنيوية.
فذلك ملخص هدفنا في الحياة، وبعد أن عرفناه فتوقف وفكر: كيف أنقل نفسي إلى طبقة أعلى من طبقتي؟ وابدأ بالتنفيذ فورا. فإذا وصلت لمرحلة الدعوة إلى الله على بصيرة، فعليك أن تفكر (ما هي أفضل وأنجح الطرق لنقل أكبر عدد من الناس من طبقتهم إلى طبقات أعلى؟) وابدأ كذلك بالتنفيذ فورا. وكلما نجحنا أكثر زاد أجرنا أكثر وارتقينا لمنزلة أعلى في الجنة. وبما أن العمر قصير فينبغي استغلال جميع لحظاته في أكثر الوسائل نجاحا وأجرا وعدم تضييعه في استخدام وسائل أقل فعالية في إيصالنا إلى الهدف الأكبر: أن نجعل جميع الناس في الطبقة العليا. وهذا هو جوهر الدعوة إلى الله. فلا تحبس نفسك في الأطر النمطية الضيقة التي يعيش فيها معظم الدعاة بل انطلق بفكرك في كل الاتجاهات لتحقيق الهدف وجمع أكبر قدر ممكن من الأجر لتصل إلى أعلى مكان ممكن في الجنة. وكذلك استفد من تجارب من سبقوك. وداوم على القراءة وعلى ما يزيد الإيمان. وتذكر أن تصنيف الناس ليس من شأننا بل أمره إلى الله تعالى. واعلم أنك كلما ارتقيت في المراتب زاد الابتلاء فتحمل فإن الجنة غالية.

جمعنا الله وإياكم في الفردوس الأعلى وجميع المسلمين وأصلح لنا في ذرياتنا. آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق