سيداتي آنساتي.. هل هذا الزوج يحب زوجته؟








إن وقف الخلق يوم القيامة للقصاص ممن أساء إليهم لأحضرت القائمين على كل وسيلة إعلامية ومزقتهم إربا، ولا يشفى غليلي منهم مما فعلوه بنا من شر وظلم فاق أجمل أحلام إبليس وملأ جهنم بالمنزلقين والمتساقطين، نسأل الله لجميع المسلمين الحفظ وصلاح الذرية.

ما أسوأ التلفزيون والانترنت، ما أسوأ الأفلام والمسلسلات والصحف، وما أدخلته في عقول الناس دون إحساس منهم وبالتدريج، ومن ذلك ما يعتمل في نفوس الكثيرات اليوم من رغبة صريحة ومدح مطنب في الزوج الذي يترك زوجته على هواها تتصرف وتتحكم بالحياة كما تملي عليها شهوتها. إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

وهؤلاء يجاهدون لنشر فكرة تقول بأن الزوج الصالح هو من يترك خطامه لزوجته لتقوده، فإن قالت سأعمل أو أدرس في المكان المختلط قال هذا هو الستر والحشمة، وإن قالت سأزخرف حجابي وأزين عبائتي لكل رجل في الشارع قال هذا يزيدك جمالا وشرفا في عيني (وأعين من في الشوارع أيضا!، لو كان يفقه)، وإن قالت سأذهب إلى المكان الفاسد الفلاني المملوء بالناظرين ويحوم فيه ذكور لا رجولة فيهم والموبوء بالنظرات والمعاكسات والقذارات، قال: هذه الحكمة والوسطية ، وإن أمرت حضرتها بعدم إنجاب الولد قال يالك من درة ثمينة وحريصة على عدم بعثرة أموال زوجها في التفاهات، وإن أصدرت قرارها بحلق أو تقصير اللحية قال هذا والله الفقه العظيم، وإن قالت أعطني وقتا أكثر من الوقت الذي تخصصه للدين، قال: كنا نريد الجهاد وأعطانا الله الجهاد ونحن قاعدون.

وحضرة العالمة المستورة المحتشمة الداعية إلى الله، لها طرق ووسائل في إصدار تلك الأوامر العظيمة، فتارة تقولها مباشرة خصوصا إن كانت قد نجحت في خداع مسكين من المساكين الذين يريدون الزواج بأي طريقة، أما قبل الزواج، فهي تنشر تلك الأفكار حتى يضطر الخاطبون إلى إتباعها فلا يجد (المتشدد) و(المنغلق) بعد بضع سنين من يرضى بتزويجه، وكيف يزوجونه وهو لا يحب زوجته ولا يريد لها أن (تساعده على مصاريف الحياة) بالعمل في المكان المختلط وسط الرجال الملائكة الذين لا يشتهون أي امرأة أبدا، وكيف يزوجونه وهو (لم يكون نفسه) وليس له حظ من الدنيا، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) كلام فارغ عند كثير من الناس اليوم، وإن كانوا يصرحون بموافقته قولا، لكنهم يخالفونه فعلا.

أي زوجة أسعد، تلك التي يغار عليها زوجها من الرجال، أو التي يقول زوجها بأن العمل المختلط والحجاب المزخرف وقلة الأولاد والاكتفاء بزوجة واحدة هو من أركان الإسلام؟

هل الزوجة التي كفاها زوجها شر الوظيفة والعمل (أجيرة) وخادمة في شركات الناس تخدم صاحب الشركة ليحصل على الأرباح، هل هذه الزوجة التي لا تعمل وتجلس في بيتها معززة مكرمة مرفوعة الرأس زوجة غير سعيدة أو مخدوعة؟

(ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم).

هل تلك التي تقود زوجها (بحجة المشاركة والتفاهم) سعيدة أم من تزوجت بـــ(رجل) حقيقي يصنع القرار ويتصرف في المواقف؟ هل التي يرسلها زوجها إلى الدكاكين والأسواق وحاجات الأولاد أم التي أكرمها زوجها بالقيام بشؤونها وإيصالها إلى حيث تريد، كرجل ذي مسئولية وحب لزوجته وإكرام لها.. أيهما أسعد؟

فسبحان الله كيف أصبح الحق باطلا، والباطل من أركان الإسلام ومن هدي الصحابة وأمهات المؤمنين!!

سبحان الله كيف أصبحت زلات العلماء وتتبع رخصهم وأخطائهم هي الوسطية والاعتدال والحكمة. وموافقة أهواء المتأثرين بالإعلام الفاسد هي الانفتاح المطلوب من المسلم وهي الحق. (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).


هناك تعليق واحد: